“كان الجَدَل بين الفريقين مستحيلاً”.
ضرسي ينشر الألم عبر الانتشار.
“يا حريمَة انبَاگت الچلمات، من فوق الشّفايف”.
حمّودي -الولد الجديد في العائلة- ينام ٢٣ ساعة.
“على أنّ الوهّابيّة ليست عقيدة فحسب”.
البحث عن سبب انتشار ألم السنّ إلى الأسنان حوله سيكون مفيدًا.
المقام صَبا، إصبعي مجروح.
“طالمَا أن أموال النّفط تتدفّق كالمياه الجارية.
اللهم أدمها تفاهة.
– آمين.
للخيبة لون يشبه الظلام والرعب والتفكير، التفكير لأول مرة في الحياة دون قيود “صح؟”، لون نداء معلمة فادية “لمى صححيلها” ودموعي كرَدٍّ سيء، لون سؤال المعلّمة لاحقًا “شو فيه حبيبتي؟” ولون ترددي قبل أن أجيبَ كاذبة “كنت أفكر بمسّاحتي ضاعت”، لون الكذبة الأولى على المعلمة الأفضل. لون انتظار اكتشاف الكذبة، ولون اكتشافي- لاحقًا- أن المعلمة لا تكتشف كلّ الكذبات، لون دموعي حينَ حكيت”صار كذا وكذا”، لون التّكذيب الأوّل، الأعظم، والأبقى أثرًا: “تتوهمين”. لون الكذب الأوّل على النّفس “قالوا كذا عشان ما تخافين”، ولون الخيبة الأعظم إذ دُفعنا إلى ما نخشاه وما وجَدنا ظهرًا نستند عليه ولا يدًا نمسك بها، لون خيبة اكتشاف أنّ الكذبات لا تصير حقائق إن صدّقناها.
طعم الدّمعة الأولى، طعم دمعَة نزلَت سريعًا أثناء النّظر إلى أمجاد الموّاش والتساؤل عن أسرارها، طعم دموع نزلت قبل قرار قوّة كتبنا قبله 3 صفحات في دفتر، طعم دموع بلّلت صفحة لـ “دراسة جدوى” طفوليّة تعلّمنا كتابتها مُبكّرًا جدًا، طعم دموع نزلت لاحقًا، وقامت بتربيتِنَا للقرار التّالي، وتسليمنا للأدمُع الجديدة، طعم الجديدة أمرّ، طعمها طعم بكاء الكبار، صامت بدموع أكثر.
طعم تعلّم طرق البكاء لإيجاد الطّريقة المفضّلة، طعم إدراك أنّ الجُبن والخَجل الذين نتحلى بهما يجعلان طرق البكاء الصامتة ملائمة أكثر، طعم الحاجة إلى الصراخ، طعم تطويع النّفس وفتح الفم باتجاه السماء كالأطفال، إنّما بلا صوت، طعم التّربّع على الأرض ووضع اليدين على الرّكبتين والضّغط واعتصار الدّموع، طعم دموع أعوام من النّدم على ذنب ما اقترفناه، وعلى غفران ما اخترناه، وعلى أشياء كثيرة ما قلناها.
طعم الدّموع الأمرّ والأحدّ والأوجَع على الخيبَة الأولى تُحمّلنا أوزارَ تعبها دونَ أن تتذكر أنّها ما استجابَت لصراخنا، طعم إنقاذ النّفس من الغرق بتعلّم السّباحة قَسرًا.
قبحُ ابتسامة العاجز لأوّل مرّة بعد رعشة السّلام الأوّل، بعدَ النّظر إلى أعين الفتيات أثناء قراءة القرآن في الإذاعة، قالت المعلّمة- يومها- “لمى يا حبيبتي نعرف أنّك حافظة لكن لازم تنظرين إلى المصحف”، وعاندت المعلّمة، للمرّة الأولى يومها، قُبحها يوم قرّرنا أنّ نركن ما كرهنا للماضي ثمّ اكتشفنا أن الرّكن كان يقبع في وسط حياتنا، قُبحها يوم أدركنا حاجتنا للمساعدة وعجزنا عن تحمّل فكرة أنّنا قد نحتاج إلى احتمال خيبة أخرى، قبحها يوم قرّرنا- من يومها حتى يومنا هذا- ادّخار الذين نحبّهم وعدم الاستعانة بهم للحفاظ على خيط يرقص عليه الأمل، قُبح ابتسامة العجز الذي احتفظنا به طوال 9 سنوات بانتظار الفرصة الأنسب لقول ما حبسناه في أفواهنا، قبح ابتسامة العجز أمام خيبة أخرى ما حسبنا- في أسوأ أحلامنا- لها حسابًا، قبح ابتسامة عجزنا أمام الأطفال والأبواب الموصدة والظّلام.
قُبحنا، خوفنا، وجعنا، عجزنا، ضعفنا الذي يتوارى أمام ابتسامتنا السّاخرة في وجه الحياة.
طفوليّة خوفنا من صوت الدّموع ينزل على طرف النافذة أمامنا متباعدًا، لكن مثل المَطر. طفوليّة الخوف من الظّلام والمطر والمكتبات والأبواب الموصدة والأماكن الفسيحة والاستعانة بالآخرين، طفوليّة الاستعانة بحركات تمثيلية في البكاء لتلطيف وقعه على أنفسنا وتجميله في أعيننا، طفوليّة مغفرة نزَلت في القلب قبل أن نقرّر ما إذا كنّا مستعدين لها، طفولية عجزنا عن التّراجع عنها بعد أن قررنا أننا سنحقد ونكره.
طفولية غضبنا وندمنا وبكائنا وحبنا ولومنا لأنفسنا وابتسامتنا حينَ نفرغ من كلّ المشاعر ونقرّر قراءة مجلّة ماجد أو ميكي، أو مشاهدة سندريلا أو طرزان.
عندك حلّ لوجَع الضّرس لا يتضمّن الماء الملح (لأن مالح) ولا المسكّنات ولا المسمار؟